أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-04-2015
3245
التاريخ: 18-4-2019
2160
التاريخ: 1-11-2017
2814
التاريخ: 16-3-2016
3167
|
بدأ مرتزقة يزيد بعد واقعة عاشوراء حملتهم الإعلامية باستخدامهم تلك الأساليب وراحوا يبثون بين الناس بأنّ انتصار يزيد الظاهري هذا هو إرادة اللّه، وبعد استشهاد الحسين (عليه السَّلام) أذن عبيد اللّه بن زياد إذناً عاماً وجمع الناس في مسجد الكوفة، وراح يتظاهر بمظهر الرجل المتديّن التقي، وقال: الحمد للّه الذي أظهر الحقّ ونصر أمير المؤمنين وأشياعه وقتل الكذاب بن الكذاب.
ومن نماذج اصطدام هاتين الآيديولوجيتين هو ما حدث في قصر ابن زياد عندما أدخل فيه نساء الحسين وأولاده ورهطه، وكان عبيد اللّه قد أعدّ في ذلك اليوم اجتماعاً عاماً وجيء برأس الحسين فوضع بين يديه، وكانت السيدة زينب قد دخلت القصر متنكرة وعليها أرذل ثيابها بلا مبالاة وجلست في زاوية من زواياه وقد أحاطت بها النساء والإماء ، فقال ابن زياد وقد وقعت عينه عليها: من هذه انحازت وجلست ناحية ومعها نساؤها.
فلم تجبه، فأعاد ثانية يسأل عنها، فقالت إحدى إمائها : هذه بنت فاطمة بنت رسول اللّه، فأقبل عليها ابن زياد فقال لها: الحمد للّه الذي فضحكم وقتلكم واكذب أُحدوثتكم.
فأجابت زينب: «الحمد للّه الذي أكرمنا بنبيه محمد (صلى الله عليه واله) وهو منّا ، طهّرنا من الرجس، إنّما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا ـ تعني: أنت وجماعتك ـ والحمد للّه».
قال: كيف رأيت فعل اللّه بأهل بيتك؟
قالت (عليها السَّلام) : «ما رأيت إلاّ جميلاً، هؤلاء قوم كتب اللّه عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم، وسيجمع اللّه بينك وبينهم، فتحاج وتخاصم، فانظر لمن الفلج يومئذ، ثكلتك أُمّك يابن مرجانة».
فغضب ابن زياد (من جرأتها وصراحتها، ومن أنّها خاطبته باسم جدته سيئة الصيت) وهمّ بها،
قال له عمر بن حريث: أيّها الأمير انّها امرأة، والمرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها.
فقال لها ابن زياد: لقد شفى اللّه قلبي من طاغيتك الحسين والعصاة المردة من أهل بيتك.
فقالت: ما للمرأة والسجاعة؟(هل هذا مقام سجع).
وأراد ابن زياد أن يوحي من خلال ذلك إلى الحاضرين بأنّ المفضوح هو الذي انهزم عسكرياً في الظاهر، لأنّه لو كان على الحقّ لكان ينتصر من الناحية العسكرية.
غير انّ زينب الكبرى (عليها السَّلام) التي كانت تعرف جيداً المنطلق الذي ينطلق منه ابن زياد في كلامه راحت تدك آيديولوجيته، وأعلنت بكلامها هذا بأنّ الشرف والفضل ليس بالانتصار والقوّة الظاهرية بل بالحقّ وطلب الحقيقة، وانّ المفضوح ليس من استشهد في سبيل اللّه، بل من ظلم وطغى وانحرف عن الحق والحقيقة.
كان ابن زياد يتوقع من زينب المفجوعة بعزيزها أن تركع بالضربة الأُولى وتذرف الدموع وتطلق العويل، ولكن الحوراء زينب (عليها السَّلام) بطلة كربلاء ردّت عليه ردّاً كالصاعقة مزّق كيانه وكسر كبرياءه .
من أين يمكننا أن نجد امرأة قتل ستة أو سبعة من إخوتها واستشهد ابنها فلذة كبدها وذبح عشرة من أبناء إخوانها وعمومتها وأُسرت هي مع كلّ أخواتها وبناتهن، تقوم وتقف وتدافع عن حقّها وعن شهدائها وهي أسيرة منكوبة مفجوعة؟! وأين يحدث كلّ هذا؟ في مدينة كانت عاصمة خلافة أبيها التي أمضى من عمره حوالي أربعة أعوام فيها.
ورغم كلّ هذا وكل ما يدعو إلى الحزن والأسى نراها لا تنطق ببنت شفة عتاباً وجزعاً، بل تقول فضلاً عن ذلك وبصراحة تامة لم نر ما لم نرغب فيه وإن استشهد رجالنا فلأنّهم عزموا على ذلك، ولو كان غير ذلك لكان مدعاة للحزن والأسى والألم، وهم الآن قاموا بواجبهم بما يرضي اللّه وتقلّدوا وسام فخر الشهادة، فما عسانا أن نفعل ما هو خليق بنا غير الحمد للّه والثناء عليه لما منّ به علينا من النصر والتوفيق.
|
|
صنع الذكريات والتفكير يدمر الدماغ.. دراسة تشرح السبب
|
|
|
|
|
الصين.. عودة كاسحتي الجليد إلى شنغهاي بعد انتهاء بعثة استكشافية إلى القطب الجنوبي
|
|
|
|
جامعة الكفيل تكرم الفائزين بأبحاث طلبة كلية الصيدلة وطب الأسنان
|
|
مشروع التكليف الشرعي بنسخته السادسة الورود الفاطمية... أضخم حفل لفتيات كربلاء
|
|
ضمن جناح جمعيّة العميد العلميّة والفكريّة المجمع العلمي يعرض إصداراته في معرض تونس الدولي للكتاب
|
|
جامعة الكفيل تعقد مؤتمرها الطلابي العلمي الرابع
|