المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 8824 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
Measurement of position and momentum
2024-04-20
Probability wave amplitudes
2024-04-20
The uncertainty principle
2024-04-20
First principles of quantum mechanics
2024-04-20
أثر شطب العلامة التجارية على انقضاء حق الملكية
2024-04-20
Watching the electrons
2024-04-20

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


فيه ملاقاة الملائكة (عليهم السلام‏)  
  
1921   02:05 صباحاً   التاريخ: 18-4-2019
المؤلف : السيد نعمة الله الجزائري .
الكتاب أو المصدر : رياض الابرار
الجزء والصفحة : ج‏1، ص269-280.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-10-2015 3857
التاريخ: 6-4-2016 4591
التاريخ: 23-5-2019 1754
التاريخ: 20-3-2016 4081

و عن أبي عبد اللّه (عليه السّلام) قال: إذا زرتم الحسين فالزموا الصمت إلّا من خير، و إنّ ملائكة الليل و النهار من الحفظة تحضر و الملائكة الذين بالحاير فتصافحهم فلا يجيبونها من شدّة البكاء فتنتظرونهم حتّى تزول الشمس و حتّى ينور الفجر ثمّ يكلّمونهم و يسألونهم عن أشياء من أمر السماء، فأمّا ما بين هذين الوقتين فإنّهم لا ينطقون و لا يفترون عن البكاء و الدّعاء و لا يشغلونهم في هذين الوقتين عن أصحابهم فإنّما شغلهم بكم إذا نطقتم، قلت: و ما الذي يسألونهم؟

قال أهل الحائر: يسألون الحفظة، لأنّ أهل الحائر من الملائكة لا يبرحون و الحفظة تنزل و تصعد، قلت: فما يسألونهم؟

قال: إنّهم يمرون إذا عرّجوا بإسماعيل صاحب الهواء فربما وافقوا النبيّ (صلّى اللّه عليه و اله) عنده و فاطمة و الحسين و الحسن و الأئمّة ممّن مضى منهم، فيسألونهم عن أشياء و من حضر منكم الحائر و يقولون: بشّروهم بدعائكم، فيقول الحفظة: كيف نبشّرهم و هم لا يسمعون كلامنا؟

فيقولون لهم: باركوا عليهم و ادعوا لهم عنّا فهي البشارة منّا، و إذا انصرفوا فحفوهم بأجنحتكم حتّى يحسوا مكانكم و لو يعلموا ما في زيارته من الخير لاقتتلوا على زيارته بالسيوف و لباعوا أموالهم في إتيانه، و أنّ فاطمة (عليها السّلام) إذا نظرت إليهم و معها ألف نبي و ألف صدّيق و ألف شهيد و من الكروبيين ألف ألف يسعدونها على البكاء و أنّها لتشهق شهقة فلا يبقى في السماوات ملك إلّا بكى رحمة لصوتها و ما تسكن حتّى يأتيها النبيّ (صلّى اللّه عليه و اله) فيقول: يا بنيّة قد أبكيت أهل السماوات و شغلتيهم عن التسبيح و التقديس فكفى حتّى يقدّسوا، فإنّ اللّه بالغ أمره و انّا لننظر إلى من حضر منكم فنسأل اللّه لهم كلّ خير .

و في الكافي و غيره عن حريز و قال: قلت لأبي عبد اللّه (عليه السّلام): جعلت فداك ما أقلّ‏ بقائكم أهل البيت و أقرب آجالكم بعضها من بعض مع حاجة هذا الخلق إليكم، فقال: إنّ لكلّ واحد منّا صحيفة فيها ما يحتاج إليه أن يعمل به في مدّته، فإذا انقضى ما فيها ممّا أمر به عرف أنّ أجله قد حضر و أتاه النبيّ (صلّى اللّه عليه و اله) ينعي إليه نفسه و أنّ الحسين (عليه السّلام) قرأ صحيفته التي أعطيها و فسّر له ما يأتي و ما يبقى و بقي منها أشياء لم تنقضي فخرج إلى القتال و كانت تلك الامور التي بقيت أنّ الملائكة سألت اللّه تعالى في نصرته فأذن لهم فمكثت تستعدّ للقتال حتّى قتل فنزلت و قد انقطعت مدّته، فقالت الملائكة: يا ربّ أذنت لنا في نصرته و قد قبضته إليك، فأوحى إليهم الزموا قبّته حتى ترونه و قد خرج فانصروه و ابكوا عليه و على ما فاتكم من نصرته، فإذا خرج صلوات اللّه عليه يكونون أنصاره‏ .

و عن صفوان الجمّال عن أبي عبد اللّه (عليه السّلام) قال: سألته في طريق المدينة و نحن نريد مكّة، مالي أراك حزينا منكسرا؟

فقال: لو تسمع ما أسمع لشغلك عن مساءلتي، فقلت: و ما الذي تسمع؟

قال: دعاء الملائكة على قتلة أمير المؤمنين و قتلة الحسين و نوح الجنّ و بكاء الملائكة الذين حوله و شدّة جزعهم، فمن يتهنّا مع هذا بطعام أو شراب أو نوم.

و عن إسحاق بن عمّار قال: قلت لأبي عبد اللّه (عليه السّلام): إنّي كنت بالحيرة ليلة عرفة و كنت اصلّي و ثمّ نحو من خمسين ألفا من الناس جميلة وجوههم طيّبة أرواحهم و أقبلوا يصلّون بالليل أجمع، فلمّا طلع الفجر سجدت ثمّ رفعت رأسي فلم أر منهم أحدا فقال أبو عبد اللّه (عليه السّلام): إنّه مرّ بالحسين (عليه السّلام) خمسون ألف ملك و هو يقتل فلم ينصروه فأهبطوا إلى الأرض، فأسكنوا عند قبره شعثا غبرا إلى يوم القيامة .

و عنه (عليه السّلام): إنّ عند قبره أربعة آلاف ملك لا يزوره زائر إلّا استقبلوه و لا يودّعه مودّع إلّا شيّعوه و لا يمرض إلّا عادوه و لا يموت إلّا صلّوا على جنازته و استغفروا له بعد موته، و هم في الأرض ينتظرون قيام القائم (عليه السّلام)‏ .

و روي عن امّ سلمة قالت: رأيت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله) في المنام و على رأسه التراب فقلت: ما لك يا رسول اللّه؟

قال: حضرت قتل الحسين و أهل بيته فدفنتهم‏ .

و في الأمالي للمفيد: إنّ امرأة اسمهازرة رأت فاطمة (عليها السّلام) فيما يرى النائم أنّها وقفت على قبر الحسين (عليه السّلام) تبكي و أمرتها أن تنشد شعر:

أيّها العينان فيضا و استهلّا                 لا تغيضا و ابكيا بالطف ميّتا

ترك الصدر رضيضا لم أمرضه‏          قتيلا و لا كان مريضا

و روى الصدوق في كتاب المعراج عن الصادق (عليه السّلام): إنّ اللّه عزّ و جلّ صوّر صورة عليّ (عليه السّلام) في السماء الخامسة لتنظر إليه الملائكة إذا اشتهت النظر إلى عليّ (عليه السّلام)، و لمّا ضربه اللعين ابن ملجم على رأسه صارت تلك الضربة في صورته التي في السماء، و لمّا قتل الحسين (عليه السّلام) هبطت الملائكة و حملته حتّى أوقفته مع صورة عليّ (عليه السّلام) في السماء الخامسة فكلّما هبطت الملائكة أو صعدت لزيارة صورة علي و النظر إليه و إلى الحسين (عليه السّلام) متشحّطا بدمه لعنوا يزيد و ابن زياد و قاتلوا الحسين إلى يوم القيامة.

و قال (عليه السّلام): هذا مكنون العلم و مخزونه لا تخرجوه إلّا إلى أهله‏ .

و عنه (عليه السّلام) قال: أصبحت يوما امّ سلمة (رض) تبكي فقيل لها: ممّ بكاءك؟

قالت: لقد قتل ابني الحسين الليلة، و ذلك إنّني ما رأيت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله) منذ مضى إلّا الليلة رأيته حزينا فسألته فقال: ما زلت الليلة احفر القبور للحسين و أصحابه صلوات اللّه عليه و عليهم السلام، و نظرت أمّ سلمة ذلك اليوم إلى التربة التي أودعها لها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله) فإذا هي دم تفور فأخذت من ذلك الدم و لطّخت به وجهها و جعلت ذلك اليوم مأتما و مناحة على الحسين (عليه السّلام)‏ .

قال في كتاب البحار: و في بعض كتب المناقب المعتبرة: أنّه روي مسندا إلى هند بنت الحون قالت: نزل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله) بخيمة خالتها أمّ معبد مع أصحابه و كان يوما شديد الحرّ، فلمّا قام من نومه دعا بماء فتمضمض و مجّه على عوسجة كانت إلى جنب خيمة خالتها ثلاث مرّات و توضّأ و صلّى ركعتين، و قال: لهذه العوسجة شأن، فلمّا كان من الغد علت العوسجة حتّى صارت كأعظم دوحة عادية و قطع اللّه شوكها و كثرت أغصانها و أخضرّ ساقها و ورقها و أثمرت كأعظم ما يكون من الكماة في لون الزعفران و رائحة العنبر و طعم الشهد ما أكل منها جائع إلّا شبع و لا ظمآن إلّا روي و لا سقيم إلّا برئ و لا فقير إلّا استغنى و لا أكل منها حيوان إلّا سمن و درّ لبنه و أخصبت تلك البلاد، فكانت تسمّى الشجرة المباركة و كان أهل البوادي يستظلّون بها و يتزوّدون من ورقها في الأسفار فيقوم لهم مقام الطعام و الشراب، فلم تزل كذلك حتّى أصبحنا ذات يوم و قد تساقط ثمارها و اصفرّ ورقها فأحزننا ذلك فما كان إلّا قليل حتّى جاء نعي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله) فإذا هو قد قبض ذلك اليوم فكانت بعد ذلك تثمر دون ذلك في العظم و الطعم و الرائحة فأقامت على ذلك ثلاثين سنة، فلمّا كان ذات يوم أصبحنا و إذا بها قد تشوكت فذهبت نضارة عيدانها و تساقطت جميع ثمرها فما كان إلّا يسيرا حتّى وافى مقتل أمير المؤمنين فما أثمرت بعد ذلك و انقطع ثمرها و لم نزل نأخذ من ورقها و نداوي مرضانا فأقامت على ذلك برهة طويلة، ثمّ أصبحنا ذات يوم فإذا بها قد أينعت من ساقها دما عبيطا جاريا و ورقها زائلة تقطر دما كماء اللحم فبتنا ليلتين مهمومين، فلمّا أظلم الليل علينا سمعنا تحتها صوت باكية تقول، شعر:

يابن النبيّ و يا ابن الوصيّ‏                 و يا من بقيّة ساداتنا الأكرمينا

فأتانا بعد ذلك قتل الحسين (عليه السّلام) و يبست الشجرة، فكسرتها الرياح و الأمطار و اندرس أثرها و سمع من نوح الجنّ تحتها، شعر:

يابن الشهيد و يا شهيدا            عمّه خير العمومة جعفر الطيّار

و في كتاب البحار: روي أنّ هاتفا سمع بالبصرة ينشد ليلا، شعر:

إنّ الرماح الواردات صدورها             نحو الحسين تقاتل التنزيلا

و يهلّلون بأن قتلت و إنّما                  قتلوا بك التكبير و التهليلا

فكأنّما قتلوا أباك محمّدا           صلّى عليه اللّه أو جبريلا

و ناحت عليه الجنّ فقالت، شعر:

لقد جئن نساء الجنّ يبكين شجيّات‏                  و يلطمن خدودا كالدنانير نقيّات‏

و يلبسن ثياب السود بعد القصبيات‏

 

و في أمالي المفيد بإسناده إلى شيخ من بني تميم قال: سمعت أبي يقول: ما شعرنا بقتل الحسين (عليه السّلام) حتّى كان مساء ليلة عاشوراء و أنّي لجالس مع رجل إذ سمعنا هاتفا يقول، شعر:

و اللّه ما جئتكم حتّى بصرت به‏            بالطف منعفر الخدّين منحورا

و حوله فتية تدمى نحورهم‏                 مثل المصابيح يملون الدجا نورا

و قد حثثت قلوصي كي اصادفهم‏          من قبل أن تتلاقى الخرد الحورا          

فعاقني قدر و اللّه بالغه‏             و كان أمرا قضاه اللّه مقدورا

كان الحسين سراجا يستضاء به‏            اللّه يعلم إنّي لم أقل زورا

صلّى الإله على جسم تضمّنه‏              قبر الحسين حليف الخير مقبورا

مجاورا لرسول اللّه في غرف‏              و للوصيّ و للطيّار مسرورا

فقلنا: من أنتم يرحمكم اللّه؟

قال: إنّا جماعة من الجنّ أردنا مواساة الحسين (عليه السّلام) بأنفسنا فانصرفنا من الحجّ فوجدناه قتيلا .

و عن الميثمي قال: خمسة من أهل الكوفة أرادوا نصر الحسين (عليه السّلام) فنزلوا بقرية يقال لها شاهي فأقبل عليهم رجلان شيخ و شاب، فقال الشيخ: أنا رجل من الجنّ و هذا ابن أخي أردنا نصر هذا الرجل المظلوم، فقال الشيخ الجنّي: أطير فآتيكم بخبر القوم فغاب يومه و ليلته، فلمّا كان من الغد إذا هم بصوت يسمعونه و لا يرون الشخص و هو يقول: و اللّه ما جئتكم حتّى‏

بصرت به الأبيات السابقة فأجابه رجل، شعر:

إذهب فلا زال قبر أنت ساكنه‏             إلى القيامة يسقى الغيث ممطورا

و قد سلكت سبيلا كنت سالكه‏              و قد شربت بكأس كان مغرورا

و فتية فرّغوا للّه أنفسهم‏           و فرّقوا المال و الأحباب و الدورا

و في كتاب الأمالي: أنّ أوّل شعر رثى به الحسين (عليه السّلام) قول عقبة السهمي، شعر:

إذا العين قرّت في الحياة و أنتم‏            تخافون في الدّنيا فأظلم نورها

مررت على قبر الحسين بكربلا           فغاض عليه دموعي غزيرها

فما زلت أرثيه و أبكي لشجوه‏              و يسعد عيني دمعها و زفيرها

و بكيت من بعد الحسين عصابيا          أطاقت به من جانبيها قبورها

سلام على أهل القبور بكربلاء             و قل لها منّي سلام يزورها

و لا برح الوفّاد زوّار قبره‏                 يفوح عليهم مسكها و عبيرها

و رثاه سليمان الهاشمي شعر:

مررت على أبيات آل محمّد               فلم أرها أمثالها يوم حلّت‏

ألم تر أنّ الأرض أضحت مريضة        لفقد حسين و البلاد اقشعرّت‏

و إنّ قتيل الطفّ من آل هاشم‏              أذلّ رقاب المسلمين فذلّت‏

و كانوا رجالا ثمّ عادوا                      رزية لقد عظمت تلك الرزايا و جلّت‏

و في بعض كتب أصحابنا الثقاة عن دعبل الخزاعي قال: دخلت على سيّدي و مولاي عليّ بن موسى الرضا (عليه السّلام) في أيّام عاشوراء، فرأيته جالسا جلسة الحزين و أصحابه من حوله فلمّا رآني مقبلا قال لي: مرحبا بك يا دعبل مرحبا بناصرنا بيده و لسانه فأجلسني إلى جانبه و قال: انشدني شعرا فإنّ هذه الأيّام أيّام حزن علينا على أهل البيت، يا دعبل من بكى و أبكى و لو واحدا كان أجره على اللّه و من بكى لما أصابنا حشره اللّه في زمرتنا و من بكى على مصاب‏

جدّي الحسين غفر اللّه له ذنوبه البتة ثمّ نهض و ضرب سترا بيننا و بين حرمه ليبكوا على مصاب جدّهم ثمّ قال: يا دعبل إرث الحسين فسالت عبرتي و أنشأت أقول، شعر:

أفاطم لو خلت الحسين مجدّلا               و قد مات عطشانا بشطّ فرات‏

إذا للطمت الخدّ فاطم عنده‏                  و أجريت دمع العين في الوجنات‏

أفاطم قومي يا ابنة الخير فاندبي‏           نجوم سماوات بأرض فلاة

قبور بكوفان و اخرى بطيبة               و اخرى بفخّ نالها صلوات‏

قبور ببطن النهر من جنب كربلا                   معرّسهم فيها بشط فرات‏

توافوا عطاشا بالعراء فليتني‏               توفّيت فيهم قبل يوم وفاتي‏

إلى اللّه أشكو لوعة عند ذكره‏               سقتني بكأس الثكل و القصعات‏

إذا فخروا يوما أتوا بمحمّد                 و جبريل و القرآن و السورات‏

و عدوا عليّا ذا المناقب و العلى‏            و فاطمة الزهراء خير بنات‏

و حمزة و العبّاس ذو الدّين و التّقى‏                 و جعفرها الطيّار و الحجبات‏

سأبكيهم للّه ما حجّ راكب‏                   و ما ناح قمري على الشجرات‏

فيا عين بكيهم وجودي بعبرة               فقد آن للتسكاب و العبرات‏

و سيأتي تمام القصيدة في أحوال الرضا (عليه السّلام).

و في كتاب عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) عن الهروي قال: قلت للرضا (عليه السّلام): ما تقول في حديث روي عن الصادق (عليه السّلام) إنّه قال: إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين (عليه السّلام) بفعال آبائها؟

فقال (عليه السّلام): هو كذلك، فقلت: قول اللّه عزّ و جلّ: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164] ما معناه؟

قال: إنّ ذراري قتلة الحسين يرضون بفعال آبائهم و يفتخرون بها، و من رضي شيئا كان كمن أتاه، و لو أنّ رجلا قتل بالمشرق فرضي رجل بقتله بالمغرب لكان الراضي عند اللّه عزّ و جلّ شريك القاتل، قلت: بأيّ شي‏ء يبدأ القائم إذا قام؟

قال: يقطع أيدي بني شيبة، لأنّهم سرّاق بيت اللّه عزّ و جلّ‏ .

و في كتاب الاحتجاج بالإسناد إلى العسكري (عليه السّلام): أنّ عليّ بن الحسين (عليهما السّلام) كان يذكر حال من مسخهم اللّه قردة ثمّ قال: إنّ اللّه تعالى مسخ أولئك القوم لاصطياد السمك، فكيف ترى حال من قتل أولاد رسول اللّه و إن لم يمسخهم في الدّنيا فإنّ المعدّ لهم من عذاب الآخرة أضعاف أضعاف عذاب المسخ؟ فقيل له: يابن رسول اللّه قال لنا بعض النصّاب: إن كان قتل الحسين باطلا فهو أعظم من صيد السمك في السبت، فما كان يغضب على قاتليه كما غضب على صيّادي السّمك؟

قال عليّ بن الحسين (عليهما السّلام): قل لهؤلاء النصاب، فإن كان إبليس معاصيه أعظم من معاصي من كفر بإغوائه فأهلك اللّه من شاء منهم كقوم نوح و فرعون و لم يهلك إبليس و هو أولى بالهلاك فما باله أهلك هؤلاء الذين قصروا عن إبليس في عمل الكبائر الموبقة و أمهل إبليس مع إيثاره لكشف المخزيات، آلا كان ربّنا حكيما بتدبيره فيمن أهلك و فيمن استبقى فكذلك هؤلاء الصيّادون في السبت و هؤلاء القاتلون للحسين يفعل في الفريقين ما يعلم أنّه أولى بالحكمة لا يسأل عمّا يفعل و عباده يسألون‏ .

و في كتاب الفردوس قال ابن عبّاس: أوحى اللّه تعالى إلى محمّد (صلّى اللّه عليه و اله) إنّي قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفا، و أقتل بابن بنتك سبعين ألفا و سبعين ألفا.

و قال الصادق (عليه السّلام): قتل بالحسين صلوات اللّه عليه مائة ألف، و ما طلب بثأره و سيطلب بثأره عليّ بن الحسين‏ .

و في كتاب المناقب: روي أنّ الحسين (عليه السّلام) قال لعمر بن سعد: إنّه ممّا تقرّ به عيني أنّك لا تأكل من برّ العراق بعدي إلّا قليلا، فقال مستهزئا: يا أبا عبد اللّه في الشعير خلف فكان كما قال لم يصل إلى الري و قتله المختار .

و في أمالي القطان عن ابن عيينة قال: أدركت من قتلة الحسين رجلين أمّا أحدهما، فإنّه طال ذكره حتّى كان يلفّه‏ .

و في رواية: كان يحمله على عاتقه، و أمّا الآخر فكان يستقبل الرواية فيشربها و لا يروى و ذلك إنّه نظر إلى الحسين و قد أهوى إلى فيه بماء و هو يشرب فرماه بسهم، فقال الحسين (عليه السّلام): لا أرواك اللّه، فعطش الرجل حتّى ألقى نفسه في الفرات و شرب حتّى مات.

و في خبر: أنّه لمّا رماه الدارمي بسهم فأصاب حنكه جعل يتلقّى الدم و يرميه إلى السماء، فكان هذا الرجل يصيح من الحرّ في بطنه و البرد في ظهره بين يديه المراوح و الثلج و خلفه الكانون و النار و هو يقول: اسقوني، فيشرب القربة ثمّ يقول: اسقوني أهلكني العطش فانقدّت بطنه و مات لا رحمه اللّه‏ .

و في أحاديث ابن الحاشر قال: كان عندنا رجل خرج على الحسين (عليه السّلام) و انتهب من عسكره زعفرانا و جملا، فلمّا دقّوا الزعفران صار نارا و كلّ امرأة لطخت منه صارت برصاء و نحروا البعير فخرجت منه النار و طبخوه فغارت القدر نارا .

و سأل عبد اللّه بن رياح القاضي رجلا عمائه فقال: كنت حضرت كربلاء و ما قاتلت فنمت فرأيت شخصا هائلا قال لي: أجب رسول اللّه، فجرّني إليه فوجدته حزينا و في يده حربة و قدّامه نطع و ملك بين يديه قائم في يده سيف من النار يضرب أعناق القوم و تقع النار فيهم فتحرقهم، ثمّ يحيون و يقتلون أيضا هكذا، فقلت: يا رسول اللّه ما ضربت بسيف و لا طعنت و لا رميت، فقال: ألست كثّرت السواد، فأخذ من طشت فيه دم فكحّلني من ذلك الدمّ فاحترقت عيناي، فلمّا انتبهت كنت أعمى‏ .

و عن الشعبي قال: صلب رأس الحسين بالكوفة، فتنحنح الرأس و قرأ سورة الكهف إلى‏ قوله: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} [الكهف: 13] فلم يزدهم ذلك إلّا ضلالا .

و في الأثر أنّهم لمّا صلبوا رأسه على الشجر سمع منه: وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ‏ ، و لمّا نحر الجمل الذي حمل عليه رأس الحسين كان لحمه أمرّ من الصبر .

و في أمالي المفيد عن محمّد بن سليمان عن عمّه قال: صرنا إلى كربلاء و ليس بها موضع نسكنه فبنينا كوخا، فلمّا جاء الليل شعلنا نفطا و صرنا نتذاكر أمر الحسين و من قتله، فقلنا: ما بقي أحد من قتلة الحسين (عليه السّلام) إلّا رماه اللّه ببليّة في بدنه، فقال ذلك الرجل: أنا كنت فيمن قتله و ما أصابني مكروه و أنّكم تكذبون، فأمسكنا عنه و قام ليصلح الفتيلة بإصبعه فأخذت النار كفّه فألق نفسه إلى الفرات فرأيناه يدخل رأسه في الماء و النار على وجه الماء فإذا أخرج رأسه سرت النار إليه، فلم يزل ذلك دأبه حتّى هلك‏ .

و عن سعيد المسيّب قال: لمّا قتل مولاي الحسين (عليه السّلام) حججت البيت فبينما أنا أطوف بالكعبة و إذا أنا برجل مقطوع اليدين و وجهه كالليل المظلم متعلّق بأستار الكعبة و يقول: اللّهم اغفر لي و ما أظنّك تفعل و لو تشفع فيّ سكّان السماوات و الأرض، فاجتمع عليه الناس و قالوا: يا ويلك كيف تيأس من رحمة اللّه؟

فقال: يا قوم أنا أعرف بذنبي؛ إنّي كنت جمّالا للحسين (عليه السّلام) لمّا خرج من المدينة إلى العراق و كنت أراه إذا أراد الوضوء يضع سراويله عندي فأرى تكة تغشي الأبصار بحسن إشراقها و كنت أتمنّاها تكون لي إلى أن صرنا بكربلاء و قتل الحسين و هي معه فدفنت نفسي في مكان من الأرض، فلمّا صار الليل خرجت فرأيت من تلك المعركة نورا لا ظلمة و نهارا لا ليلا و القتلى مطرحين على وجه الأرض فذكرت التكة فطلبت الحسين فوجدته مكبوبا على وجهه و هو جثّة بلا رأس و نوره مشرق مرمّل بدمائه فنظرت إلى سراويله كما كنت أراها فضربت يدي إلى التكة لآخذها، فإذا هو قد عقدها عقدا كثيرة حتّى حللت عقدة منها فمدّ يده اليمنى و وضعها على التكة فدعتني نفسي إلى أن أقطع يده فوجدت قطعة سيف فقطعتها و نحّيتها عن التكة فمدّ يده اليسرى و وضعها على التكة، فطعنتها بالسيف و مددت يدي على التكة فإذا الأرض ترجف و السماء تهتزّ و إذا بغلبة عظيمة و قائل يقول: وا أبتاه وا مقتولاه وا ذبيحاه وا حسيناه وا غريباه يا بني قتلوك و ما عرفوك و من شرب الماء منعوك، فرميت نفسي بين القتلى و إذا بثلاث نفر و امرأة و حولهم خلائق وقوف و قد امتلأت الأرض بأجنحة الملائكة، و إذا بالحسين قد جلس و رأسه على بدنه و هو يقول: يا جدّاه يا رسول اللّه و يا أبتاه يا أمير المؤمنين و يا امّاه يا فاطمة الزهراء و يا أخاه المقتول بالسمّ عليكم منّي السلام ثمّ بكى و قال: يا جدّاه قتلوا رجالنا و ذبحوا أطفالنا، يعزّ و اللّه عليك أن ترى حالنا و ما فعلوا بنا.

و إذا هم جلسوا يبكون حوله و فاطمة تقول: يا أباه أما ترى ما فعلت امّتك بولدي فأخذت من دمه و مسحت شعرها و قالت: ألقى اللّه عزّ و جلّ و أنا مختضبة بدم ولدي الحسين و أخذ منه رسول اللّه و عليّ بن أبي طالب و الحسن و مسحوا به صدورهم و أيديهم إلى المرافق و سمعت رسول اللّه يقول: فديتك يا حسين، يعزّ عليّ و اللّه أن أراك مقطوع الرأس مكبوبا على قفاك مقطوع الكفّين، يا بني من قطع يدك اليمنى و ثنّى باليسرى؟

فقال: يا جدّاه كان معي جمّال من المدينة، و حكى له كما فعلته به، فبكى النبيّ و أتى إليّ بين القتلى فقال: ما لي و ما لك يا جمّال تقطع يدين طالما قبّلهما جبرئيل و ملائكة اللّه و تباركت بهما أهل السماوات و الأرضين، سوّد اللّه وجهك يا جمّال في الدّنيا و الآخرة و قطع اللّه يديك و رجليك، فشلّت يداي و اسودّ وجهي و بقيت على هذه الحالة فجئت إلى هذا البيت أستشفع و أنا أعلم أنّه لا يغفر لي أبدا، فلم يبق بمكّة أحد إلّا لعنه و خرج من مكّة .

و في كتاب بشائر المصطفى: كان للحسين (عليه السّلام) ستّة أولاد عليّ بن الحسين الأكبر كنيته أبو محمّد امّه شهربانو بنت كسرى يزدجر، و عليّ بن الحسين الأصغر قتل مع أبيه بالطفّ و امّه ليلى الثقفية، و جعفر بن الحسين لا بقيّة له توفّي في زمن أبيه و عبد اللّه قتل صغيرا مع أبيه في حجره، و سكينة بنت الحسين و امّها الرباب و هي امّ عبد اللّه بن الحسن و فاطمة بنت الحسين‏ أمّها بنت طلحة التميميّة .

و ذكر صاحب كتاب البدع و صاحب شرح الأخبار: أنّ عقب الحسين (عليه السّلام) من الأكبر و أنّه هو الباقي بعد أبيه و أنّ المقتول هو الأصغر منهما، قال: و عليه نعول فإنّ عليّ بن الحسين الباقي كان يوم كربلاء من أبناء ثلاثين سنة و أنّ ابنه محمّد بن عليّ الباقر كان يومئذ من أبناء خمسة عشر سنة، و كان لعليّ الأصغر المقتول نحو اثنتي عشرة سنة .

و في كتاب المناقب: لمّا ورد بسبي الفرس إلى المدينة أراد عمر أن يبيع النساء و أن يجعل الرجال عبيد العرب، و عزم على أن يحمل العليل و الضعيف و الشيخ الكبير في الطواف و حول البيت على ظهورهم، فقال أمير المؤمنين (عليه السّلام): إنّ النبيّ (صلّى اللّه عليه و اله) قال: اكرموا كريم قوم و إن خالفوكم، و هؤلاء الفرس حكماء كرماء فقد ألقوا إلينا السلم و رغبوا في الإسلام و قد أعتقت منهم لوجه اللّه حقّي و حقّ بني هاشم.

ال المهاجرون و الأنصار: قد وهبنا لك يا أخا رسول اللّه، فقال: قبلت و أعتقت فقال عمر: سبق إليها عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) و نقض عزمتي في الأعاجم و رغبت جماعة في بنات الملوك أن ينكحوهنّ، فقال أمير المؤمنين (عليه السّلام): نخيّرهن و لا نستكرهنّ فقيل لشهربانويه: يا كريمة قومها من تختارين من خطّابك و هل أنت راضية بالبعل فسكتت، فقال أمير المؤمنين (عليه السّلام): قد رضيت و بقي الاختيار بعد سكوتها فأعادوا القول في التخيير فقالت: لست ممّن يعدل عن النور الساطع و الشهاب اللّامع الحسين إن كنت مخيّرة، فقال أمير المؤمنين (عليه السّلام): من تختارين أن يكون وليّك؟

فقالت: أنت، فأمر أمير المؤمنين (عليه السّلام) حذيفة بن اليمّان أن يخطب، فخطب و زوّجت من الحسين (عليه السّلام)‏ .

و قال ابن الكلبي: ولّي عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) حريث بن جابر الجعفي جانبا من المشرق، فبعث بنت يزدجر بن شهريار بن كسرى فأعطاها عليّ الحسين ابنه فولدت منه‏

عليّا، و قال غيره: إنّ حريثا بعث إلى أمير المؤمنين (عليه السّلام) بابنتيّ يزدجر فأعطى واحدة لابنه الحسين فأولدها عليّ بن الحسين، و أعطى الاخرى محمّد بن أبي بكر فأولدها القاسم بن محمّد فهما ابنا خالة .

و في كتاب المناقب: أبناؤه عليّ الأكبر الشهيد امّه برّة الثقفية، و عليّ الإمام و هو عليّ الأوسط، و عليّ الأصغر و هما من شهربانويه و نحوه.

قال ابن طلحة على ما حكاه صاحب كشف اليقين و ذكر مثله ابن الخشّاب.

يقول مؤلّف الكتاب عفى اللّه تعالى عنه: اعتمادنا على أنّ المقتول مع أبيه هو عليّ الأصغر و الأوسط و أنّ الإمام زين العابدين (عليه السّلام) هو الأكبر، و الظاهر أنّ الأصغر هو عبد اللّه الرضيع الذي قتل في حجر أبيه.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.






جامعة كركوك: حفلات التخرج يجب أن تكون بمستوى حفل التخرج المركزي لطلبة الجامعات
جامعة نينوى: حفل تخرج طلبة الجامعات دليل على اهتمام العتبة العباسية بشريحة الخريجين
جامعة كربلاء: في حفل تخرج الطلبة المركزي امتزج التحصيل العلمي بالقيم الأخلاقية والاجتماعية
قسم التربية والتعليم يقيم حفل ختام المسابقة المركزية لبرنامج (الأذن الواعية)