المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
آخر المواضيع المضافة

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 8824 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


في أحوال المختار  
  
2155   01:39 صباحاً   التاريخ: 18-4-2019
المؤلف : السيد نعمة الله الجزائري .
الكتاب أو المصدر : رياض الابرار
الجزء والصفحة : ج‏1، ص285-291.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / الأحداث ما بعد عاشوراء /

في كتاب الأمالي عن المنهال قال: دخلت على عليّ بن الحسين (عليهما السّلام) بعد منصرفي من مكّة، فقال لي: يا منهال ما صنع حرملة بن كاهل الأسدي؟ فقلت: تركته حيّا بالكوفة، فرفع يديه و قال: اللّهم أذقه حرّ الحديد، اللّهم أذقه حرّ النار.

قال المنهال: فقدمت الكوفة و قد ظهر المختار و كان لي صديقا، فركبت إليه فلقيته خارجا من داره فأعلمته أنّي كنت بمكّة و سايرته حتّى جاء الكناسة فوقف كأنّه ينتظر شيئا، و قد كان أخبر بمكان حرملة فوجّه في طلبه فلم يلبث أن جاء قوم يركضون و قالوا: أيّها الأمير البشارة قد أخذ حرملة، فجاؤوا به فقال: الحمد للّه الذي مكّنني منك، ثمّ قال: الجزّار الجزّار، فاحضر فقال: اقطع يديه فقطعتا، ثمّ قال: اقطع رجليه، فقطعتا، ثمّ قال: النار النار، فاتي بنار و قصب فألقي عليه فاشتعل فيه النار فقلت: سبحان اللّه، فقال لي المختار: ففيم سبّحت؟ فقلت: أيّها الأمير دخلت في سفرتي هذه على عليّ بن الحسين فسألني عن حرملة فقلت: تركته حيّا، فقال: اللّهم أذقه حرّ الحديد، اللّهم أذقه حرّ النار، فنزل المختار عن دابّته و صلّى ركعتين و أطال السجود، فركب و قد احترق حرملة و ركبنا حتّى حاذى داري فقلت: أيّها الأمير إن رأيت أن تشرّفني و تحوم بطعامي، فقال: يا منهال تعلمني أنّ عليّ بن الحسين دعا بأربع دعوات فأجابه اللّه على يدي ثمّ تأمرني أن آكل، هذا يوم صوم شكرا للّه عزّ و جلّ على ما فعلته بتوفيقه، و حرملة هو الذي حمل رأس الحسين (عليه السّلام)‏ .

و في ذلك الكتاب أيضا: أنّ المختار ظهر بالكوفة ليلة الأربعاء لأربع عشرة ليلة بقيت من ربيع الآخر سنة ستّ و ستّين فبايعه الناس على كتاب اللّه و سنّة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله) و الطلب بدم الحسين (عليه السّلام) و دماء أهل بيته رحمة اللّه عليهم و الذبّ عن الضعفاء و نهض إلى عبد اللّه بن‏ مطيع، و كان على الكوفة من قبل ابن الزبير فأخرجه و أصحابه منها منهزمين و أقام بالكوفة إلى المحرّم سنة سبع و ستّين ثمّ عمد إلى إنفاذ الجيوش إلى ابن زياد و كان بأرض الجزيرة، فأمر إبراهيم الأشتر على الجنود فخرج يوم السبت في ألفين من مذحج و أسد و في ألفين من تميم و همدان و ألف و خمسمائة من قبائل المدينة و ألف و خمسمائة من كندة و ربيعة و ألفين من الحمراء، و شيّع المختار إبراهيم بن الأشتر ماشيا، فقال له إبراهيم: اركب رحمك اللّه، فقال: إنّي أجتلب الأجر في خطاي معك و أحبّ أن تغبرّ قدماي في نصر آل محمّد، ثمّ ودّعه و انصرف فسار حتّى أتى المدائن يريد ابن زياد فرحل من المدائن و أقبل إليه ابن زياد بالجموع حتّى التقى في حصن ابن الأشتر أصحابه و قال: يا أهل الحقّ هذا ابن زياد قاتل الحسين و أهل بيته قد أتاكم اللّه به و بحزبه حزب الشيطان فقاتلوهم بنيّة و صبر لعلّ اللّه يقتله بأيديكم و يشفي صدوركم و و نادى أهل العراق: يا أهل ثارات الحسين، فحمل ابن الأشتر يمينا فخالط القلب و كسرهم أهل العراق فركبوهم يقتلونهم فانكشفت الغمّة و قد قتل ابن زياد قتله إبراهيم بيده و عرفه بأنّ منه رائحة المسك فحزّ رأسه و استوقدوا عامّة الليل بجسده لأنّ فيه شحما كثيرا، فحووا ما في العسكر و هرب غلام لابن زياد إلى الشام فأخبر عبد الملك بن مروان، فبعث ابن الأشتر برأس ابن زياد و أعيان من كان معه إلى المختار فجاؤوا بها و هو يتغدّى فقال: الحمد للّه ربّ العالمين وضع رأس الحسين بين يدي ابن زياد و هو يتغدّى و أتيت برأس ابن زياد و أنا أتغدّى.

قال: و انسابت حيّة تخلّل الرؤوس حتّى دخلت في أنف ابن زياد و خرجت من اذنه و دخلت في اذنه و خرجت من أنفه، فلمّا فرغ المختار من الغداء قام فداس وجه ابن زياد بنعله ثمّ رمى بها إلى غلامه و قال: غسّلها فإنّي وضعتها على وجه نجس كافر و بعث المختار برأس ابن زياد و أصحابه إلى محمّد بن الحنفية بمكّة و عليّ بن الحسين (عليهما السّلام) كان بمكّة و كتب إليه صورة الحال فبعث محمّد رأس ابن زياد إلى عليّ بن الحسين (عليهما السّلام) فادخل عليه و هو يتغدّى فقال: دخلت على ابن زياد و هو يتغدّى و رأس أبي بين يديه فقلت: اللّهم لا تمتني حتّى تريني رأس ابن زياد و أنا أتغدّى و الحمد للّه الذي أجاب دعوتي ثمّ أمر فرمي به.

و كان المختار قد سألوه في أمان عمر بن سعد، فآمنه بشرط أن لا يخرج من الكوفة فإن خرج منها فدمه هدر فأتى عمر بن سعد رجل فقال: إنّي سمعت المختار يحلف ليقتلن رجلا و ما أحسبه غيرك، فرجع عمر حتّى أتى مكانا يقال له الحمام فقيل له: أترى هذا يخفى على المختار، فرجع ليلا فدخل داره، فلمّا أصبح حكي للمختار أنّه خرج ليلا فارّا إلى الشام فأرسل إليه رجلا جاء برأسه، و اشتدّ أمر المختار بعد قتل ابن زياد و تتّبع قتلة الحسين و من أعان عليه فقتلهم كلّهم و بلغه أنّ شمرا لعنه اللّه أصاب من الحسين إبلا فنحرها في الكوفة و قسّم لحومها، فقال: احصوا لي كلّ دار دخلها من ذلك اللحم، فقتل رجالهم و هدم دورهم و بعث معاذ بن هاني إلى دار خولي بن يزيد الأصبحي و هو الذي حمل رأس الحسين (عليه السّلام) إلى ابن زياد فأتوا داره فاستخفى في الكنيف، فدخلوا عليه فوجدوه قد ركب على نفسه قوصرة فأخذوه إلى المختار فقتله و أحرقه، و طلب شمرا فهرب إلى البادية فأتوه به أسيرا فضرب عنقه و أغلى له دهنا في قدر فقذفه فيها فتفسّخ، ثمّ إنّ العبيد قتلت مواليهم الذين قاتلوا الحسين (عليه السّلام) و أتوا المختار فأعتقهم‏ .

و عن أبي عبد اللّه (عليه السّلام) إنّ اللّه عزّ و جلّ إذا أراد أن ينتصر لأوليائه انتصر لهم بشرار خلقه، و إذا أراد أن ينتصر لنفسه انتصر بأوليائه، و لقد انتصر ليحيى بن زكريا ببخت نصر .

و في كتاب المحاسن عن سماعة قال: سمعت أبا عبد اللّه (عليه السّلام) يقول: إذا كان يوم القيامة مرّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله) بشفير من النار و أمير المؤمنين و الحسن و الحسين، فيصيح صائح من النار: يا رسول اللّه أغثني ثلاثا فلا يجيبه فينادي أمير المؤمنين ثلاثا، أغثني فلا يجيبه و كذلك الحسن ثمّ يقول: يا حسين أغثني أنا قاتل أعدائك فيقول له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله) قد احتجّ عليك، فينقضّ عليه كأنّه عقاب كاسر فيخرجه من النار و هو المختار.

قلت: و لم عذّب بالنار؟

قال: إنّه كان في قلبه منهما شي‏ء، و الذي بعث محمّدا بالحقّ لو أنّ جبرئيل و ميكائيل‏ كان في قلبيهما شي‏ء لأكبّهما اللّه في النار على وجوههما .

و في كتاب إعلام الورى قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): كما أنّ بعض بني إسرائيل أطاعوا فأكرموا و بعضهم عصوا فعذّبوا فكذلك تكونون أنتم، فالعصاة منكم الذين قتلوا أولاد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله) و قد امروا بإكرامهم. قالوا: يا أمير المؤمنين إنّ ذلك لكائن؟

قال: بل خبرا حقّا سيقتلون ولديّ هذين الحسن و الحسين و سيصيبهم العذاب كما أصاب بني إسرائيل، قيل: و من هو؟

قال: غلام من ثقيف يقال له المختار بن أبي عبيدة.

قال عليّ بن الحسين (عليهما السّلام): فتولّد المختار بعد هذا بزمان و أنّ هذا الخبر اتّصل بالحجّاج بن يوسف لعنه اللّه من قول عليّ بن الحسين فقال: أمّا رسول اللّه ما قال هذا و أمّا عليّ بن أبي طالب أنا أشكّ هل حكاه عن رسول اللّه، و أمّا عليّ بن الحسين فصبيّ مغرور بالأباطيل و يغرّ بها متّبعوه، اطلبوا لي المختار، فاحضر، فقال: قدّموه إلى النطع فاضربوا عنقه فبسط و أبركوا عليه المختار ثمّ جعل الغلمان يجيئون و يذهبون لا يأتون بالسيف يقولون: قد ضاع مفتاح الخزانة و السيف فيها فقال المختار: لن تقتلني و لن يكذب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله) و لئن قتلتني ليحييني اللّه حتّى أقتل منكم ثلاثمائة و ثلاثة و ثمانون ألفا.

فقال الحجّاج لبعض حجّابه: اعط السيّاف سيفك يقتله فأخذ السيّاف و جاء لقتله فعثر فشقّ السيف بطنه فجاء بسيّاف آخر، فلمّا رفع يده ليضرب عنقه لدغته عقرب فمات، فقال:

يا حجّاج إنّك لا تقدر على قتلي، أما تذكر ما قال نزار بن معد بن عدنان لشابور ذي الأكناف حين كان يقتل العرب فأمر نزار بولده فوضعه في زنبيل في طريقه، فلمّا رآه قال: من أنت؟

قال: أنا رجل من العرب أريد أن أسألك لم تقتل هؤلاء العرب و لا ذنوب لهم إليك و قد قتلت الذين كانوا مذنبين في عملك و المفسدين؟

قال: لأنّي وجدت في الكتاب أنّه يخرج منهم رجل يقال له محمّد يدّعي النبوّة فيزيل دولة ملوك الأعاجم فأقتلهم حتّى لا يكون ذلك الرجل، فقال نزار: لئن كان ما وجدته في كتب الكذّابين فما أولاك أن تقتل من لا ذنب له، و إن كان من قول الصادقين فإنّ اللّه سيحفظ ذلك‏ الأصل الذي يخرج منه هذا الرجل و لن تقدر على إبطاله، فقال شابور: هذا نزار يعني بالفارسية المهزول كفّوا عن العرب، ولكن يا حجّاج إنّ اللّه قضى أن أقتل منكم ثلاثمائة ألف رجل، فإن أردت فاقتلني و إلّا فلا فإنّ اللّه إمّا يمنعك عن قتلي، و إمّا أن يحييني بعد قتلك لأنّ قول رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله) لا مرية فيه، فقال للسيّاق: اضرب عنقه.

فقال المختار: إنّ هذا لن يقدر و كنت أحبّ أن تكون أنت المتولّي فكان يسلّط عليك أفعى كما سلّط على الأوّل عقربا، فلمّا همّ السيّاف أن يضرب عنقه إذا برجل من خواص عبد الملك بن مروان صاح بالسيّاف كفّ عنه و معه كتاب من عبد الملك فإذا فيه: أمّا بعد يا حجّاج إنّه قد سقط إلينا طير عليه رقعة إنّك أخذت المختار تريد قتله تزعم أنّه حكى عن رسول اللّه إنّه سيقتل من أنصار بني أميّة ثلاثمائة و ثلاثة و ثمانين ألف رجل، فإذا أتاك كتابي فخلّ عنه و لا تعرض له إلّا سبيل خير فإنّه زوج ظئر ابن عبد الوليد بن عبد الملك و قد كلّمني فيه الوليد و أنّ الذي حكى إن كان باطلا فلا معنى لقتل مسلم بخبر باطل، و إن كان حقّا فإنّك لا تقدر على تكذيب قول رسول اللّه، فخلّى عنه الحجّاج فجعل المختار يقول: سأفعل كذا و كذا و أقتل كذا، فبلغ الحجّاج فأخذ و أمر بضرب عنقه فقال المختار: لا تقدر على ذلك و كان في ذلك إذ سقط عليه طائر عليه كتاب من عبد الملك: يا حجّاج لا تتعرّض للمختار فإنّه زوج مرضعة امّ الوليد و لئن كان حقّا فستمنع من قتله كما منع دانيال من قتل بخت نصر الذي قضى اللّه أن يقتل بني إسرائيل فتركه الحجّاج و توعّده إن عاد لمثل مقالته فعاد لمثل مقالته، فطلبه الحجّاج فاختفى مدّة ثمّ ظفر به. فلمّا أراد ضرب عنقه إذ قد ورد عليه كتاب عبد الملك فاحتبسه الحجّاج و كتب إلى عبد الملك: كيف تأخذ إليك عدوّا مجاهرا يزعم أنّه يقتل من أنصار بني أميّة كذا و كذا فبعث إليه: إنّك رجل جاهل لئن كان الخبر فيه باطلا فما أحقّنا برعاية حقّ من خدمنا و إن كان حقّا فإنّه سنربيه حتّى يسلّط علينا كما ربّى فرعون موسى حتّى سلّط عليه، فبعث به الحجّاج و كان من المختار ما كان.

و قال عليّ بن الحسين لأصحابه و قد قالوا له: يابن رسول اللّه إنّ أمير المؤمنين (عليه السّلام) ذكر من أمر المختار، و لم يقل متى يكون قتله لمن يقتل؟

فقال: يوم كذا إلى ثلاث سنين من قولي هذا، و سيؤتى برأس ابن زياد و شمر في يوم‏ كذا و كذا و نحن نأكل و هما بين أيدينا ننظر إليهما.

فلمّا كان اليوم الذي أخبرهم أنّه يكون فيه القتل كان مع أصحابه على مائدة إذ قال لهم: طيّبوا أنفسكم أنّكم تأكلون و بنو أميّة يقصدون، يقتلهم المختار و سيؤتى برأسين يوم كذا و كذا.

فلمّا كان في ذلك اليوم أتي بالرأسين لمّا أراد أن يقعد للأكل.

فلمّا رآهما سجد و قال: الحمد للّه الذي لم يمتني حتّى أراني، و كان في مائدته حلوا و ذلك اليوم اشتغل الخدم برؤية الرأسين فقال أصحابه: و لم يعمل اليوم الحلوا؟

فقال عليّ بن الحسين (عليهما السّلام): لا تريدوا حلوا أحلى من نظرنا إلى هذين الرأسين ثمّ عاد إلى قول أمير المؤمنين (عليه السّلام) قال: و ما للكافرين و الفاسقين عند اللّه أعظم و أوفى‏ .

و روى الكشي عن أبي جعفر (عليه السّلام) قال: لا تسبّوا المختار فإنّه قتل قتلتنا و طلب بثأرنا و زوّج أراملنا و قسّم فينا المال على العسرة.

و في حديث ضعيف السند عن أبي عبد اللّه (عليه السّلام) قال: كان المختار يكذب على عليّ بن الحسين‏ .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.






قسم الشؤون الفكرية يصدر العدد الثامن والثلاثين من مجلة دراسات استشراقية
مجمع أبي الفضل العباس (عليه السلام) يستقبل الطلبة المشاركين في حفل التخرج المركزي
جامعة الكفيل تحيي ذكرى هدم مراقد أئمة البقيع (عليهم السلام)
الانتهاء من خياطة الأوشحة والأعلام الخاصة بالحفل المركزي لتخرج طلبة الجامعات