المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 8824 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
المكونات الفعالة في التمر هندي
2024-04-19
التربة المناسبة لزراعة التمر هندي
2024-04-19
صلاة الليل بإشارات القرآنية
2024-04-18
الائمة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر
2024-04-18
معنى الصد
2024-04-18
ان الذي يموت كافر لا ينفعه عمل
2024-04-18

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الجوانب الاجتماعية والاقتصادية لمعركة بدر  
  
2222   01:43 مساءً   التاريخ: 23-2-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 345-350.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-01-2015 3841
التاريخ: 4-5-2016 3118
التاريخ: 2-5-2016 2646
التاريخ: 10-02-2015 5395

وكانت الظروف القانونية والشرعية في العام الثاني للهجرة النبوية تسمح بصراع مسلح بين قوى الشرك وقوى الايمان. فالمسلمون كانوا مسلحين بالاذن الالهي لقتال المشركين، من اجل إنشاء اجواء اجتماعية عالمية لطاعة الخالق عزّ وجلّ واقامة العدالة الحقوقية والاجتماعية بين الناس. وكان المشركون مقتنعين بان المسلمين لا يزالون اُكلة رأس، يأكلها ابو جهل مع عبيدة.

أ - معركة بدر والظرف القانوني:

كانت معارك رسول الله (صلى الله عليه واله) تعبّر عن عمق الصراع بين الشرك والاسلام، وعمق الهوّة بين النظام الاسلامي الجديد والكيان السياسي للمشركين في الجزيرة العربية. ولا شك ان الصراع بين الاسلام والشرك لم يكن محصوراً بالجانب العسكري، بل كان صراعاً في الجانب الاقتصادي والاجتماعي والاعلامي والقانوني «العرفي» على اقل التقادير.

والحرب لا تقع ما لم تكن هناك ظروف تأريخية تستدعي وقوعها على مستويين: اجتماعي وديني.

فعلى المستوى الاجتماعي، فان رسول الله (صلى الله عليه واله) انما خاض معركة بدر، لان الظروف التي مرّ بها المسلمون كانت تقتضي قيام حرب من ذاك القبيل. ومن تلك الظروف: بقاء المشركين على شركهم، وانتهاك مجتمع المسلمين في المدينة من قبل قريش كالتلميح او التصريح بالهجوم، وعدم استجابتهم لعرض النبي (صلى الله عليه واله) بعدم القتال عبر قوله تعالى: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا} [الأنفال: 61]، واستفحال الروح العدوانية للمشركين، والظلم الصارخ الذي اصاب المسلمين في مكة. كل تلك العوامل كانت تبرر القيام بحرب.

اما على المستوى الرسالي الديني، فان المسلمين مكلفون بقتال المشركين حتى يؤمنوا بالله عزّ وجلّ. وقد قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا... } [البقرة: 217].

وهذه الآية نزلت قبل بدر بشهرين بخصوص سرية عبد الله بن جحش حيث استاقت تلك السرية عير قريش وفيها تجارة من الطائف وقتلوا عمرو بن عبد الله الحضرمي. وكان ذلك في غرّة رجب وهم يظنونه من جمادى. فزعمت قريش ان محمداً (صلى الله عليه واله) استحل الشهر الحرام. فأجابتهم الآية الكريمة على ذلك.

وفي مجمل الامر بالقتال افصحت سورة براءة التي نزلت في السنة التاسعة للهجرة بذلك، فقالت: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 14، 15] ، {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [التوبة: 73]، {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 111]، {وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً} [التوبة: 36].

ولذلك كانت معركة بدر والمعارك الاخرى الكبرى في الاسلام تحمل ظروفاً قانونية وشرعية تسمح للصراع المسلح بين قوى الشرك وقوى الايمان. لانها كانت كفاحاً من اجل البقاء، وبوجه أخصّ كانت كفاحاً من اجل بقاء الايمان على وجه الارض.

وفي رواية ان قريشاً لما نظرت الى قلة اصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله) قال ابو جهل: ما هم إلا اُكلة رأس، لو بعثنا اليهم عبيدنا لاخذوهم اخذاً باليد. فقال عتبة بن ربيعة: أترى لهم كميناً او مدداً؟ فبعثوا عمير بن وهب الجمحي وكان فارساً شجاعاً فجال بفرسه حتى طاف على عسكر رسول الله (صلى الله عليه واله) ثم رجع فقال ليس لهم كمين ولا مدد. ولكن نواضح يثرب قد حملت الموت الناقع، اما ترونهم خرساً لا يتكلمون ويتلمظون تلمظ الافاعي ما لهم ملجأ الا سيوفهم. وما اراهم يولون حتى يقتلوا، ولا يُقتلون حتى يقتِلوا بعددهم فارتأوا رأيكم.

وكان وجود الشرك بقواه العاتية منذِراً بمنع الامّة المصغّرة في ذلك الوقت من الاستسلام والخنوع للحياة المادية. واستمرار الحرب يمنعها من الغط في سباتٍ عميق او النوم على فراش ناعم وثير الى امد غير محدود. فللامة لاحق في العيش متوثبة تدافع عن نفسها من ظلم الطغاة والمشركين.

ولذلك فان معركة بدر الكبرى كانت قد حددت هوية المسلمين وكشفت عن ايمانهم وصلابتهم. وحددت هوية المشركين أيضاً، وكشفت عن خوائهم وضعفهم. وكشفت معركة بدر ايضاً دور الفتى (عليه السلام) وشخصيته الفريدة في الازمات. فقتله ذلك العدد الكبير من نخبة المشركين شدّ الجماعة المقاتِلة بحزام الفخر والتحدي والقوة، ولا عجب ان يفتخر رسول الله (صلى الله عليه واله) بوزيره الشاب (عليه السلام) وهو يقتحم الميدان ويحاول افناء العدو عن بكرة ابيه.

ان الحرب في الاسلام كانت ولا تزال من وسائل استقرار العالم دينياً وفكرياً وسياسياً. فالتسامح والاخلاق السامية التي ابدتها تعاليم الاسلام في الحروب من عدم التعرض للنساء والصبيان، وعدم التعرض للجرحى، وحرمة المثلة ولو بالكلب العقور، وحرمة العبث بالكائنات الطبيعية كقطع الاشجار وقتل الحيوانات، كلها تدل على ان الدين السماوي يطمح في انشاء ظروف اجتماعية ملائمة لطاعة الخالق عزّ وجلّ واقامة العدل واحقاق الحقوق. فالحرب الدينية التي كان يخوضها علي (عليه السلام) لم يكن شغلها سفك الدماء اصلاً، بل كان شغلها تثبيت اسس الامن والسلام الديني في العالم.

ولما كان التعايش بين الشرك والايمان مستحيلاً من الناحيتين النظرية والعملية، كانت الحرب بقيادة رسول الله (صلى الله عليه واله) الحل القانوني الوحيد لتثبيت الاسلام في العالم ذلك الزمان. ومجرد استحضار الموعظة ولادعوة للقيم والتوحيد على لسان رسول الله (صلى الله عليه واله) لا تكفي المشركين. فكان لابد من استخدام لغة القوة والسيف التي يفهمونها. فالحرب اذن لابد ان تقع، اخلاقياً وقانونياً وعقلياً. لان المشرك يحمل دوماً روحاً ضد السماء في كل ظرف وحال. فكان لابد من استئصال شأفته من عالمٍ يعيش فيه التوحيد والايمان. 

ب - معركة بدر واقتصاد مكة:

كانت معركة بدر امتحاناً عسيراً لاقتصاد المشركين في مكة. فذلك الاقتصاد الرأسمالي وتلك التجارة الرائجة بين الشام واليمن والعراق تحتاج الى سلام دائم واطمئنان على سلامة الاموال والبضائع المنتقلة عبر القوافل المتعددة التي تدخل مكة وتخرج منها. ومع ان ابا سفيان رجع بقافلته التجارية سالماً، الا ان معركة بدر الكبرى كانت قد زعزعت قريش اقتصادياً، لانها _ بالاضافة الى الخسائر المادية والبشرية التي لحقت بالمشركين _ اربكت حركة الاموال والاستثمارات والعمالة في مجتمع مكة. ولكن ثراء قريش ورخاءها المالي وطبيعتها الجغرافية امتص تلك الحالة المضطربة التي خلّفتها معركة بدرالكبرى. ويؤيده انهم عندما خرجوا الى بدر، ما بقي احد من عظماء قريش الا اخرج مالاً لتجهيز الجيش.

لقد كان التخطيط السماوي لمعركة بدر هو تدمير قريش اقتصادياً وانزال الهزيمة العسكرية بها واذلالها عبر مواجهة النفير وترك العير. فهزيمة النفير تجلب اموالاً أكبر من مجرد الاستيلاء على العير دون قتال. وكان تخطي قريش منصبّاً على القضاء على الاسلام قضاءً تاماً، ولذلك كان ابو جهل مصرّاً على القتال باعتقاد انها معركة حاسمة واحدة وينتهي عندها الاسلام. فحتى لو ارتبك اقتصاد قريش، فان ذلك سيكون مؤقتاً ومرهوناً بتدمير الاسلام واجتثاثه من جذوره.

ان رسول الله (صلى الله عليه واله) بمعاركه العظيمة مع مشركي قريش استنـزف عاصمة الاوثان آنذاك وحطم تجارتها. ولذلك، كان دور علي (عليه السلام) في تلك المعارك عظيماً في تسديد سياسة رسول الله (صلى الله عليه واله) وخططه في تدمير اقتصاد المشركين. لاننا لو تصورنا وجود المسلمين ضعفاء في المدينة، ووجود دولة مشركة قوية في مكة، وليس بينهما مواجهة عسكرية، لكان ذلك يحصر الاسلام _ على احسن التقادير _ في منطقة ضيقة محدودة ويمنع انتشاره في العالم.

ولذلك كانت استراتيجية رسول الله (صلى الله عليه واله) مهاجمة المشركين اينما كانوا، في الظروف المناسبة التي تخدم اهداف الرسالة. فكان الامام (عليه السلام) حربة رسول الله (صلى الله عليه واله) التي يصول بها ويجول ضد المشركين. وقد اثبتت تلك الاستراتيجية صحتها في فتح الطريق لتضعيف العدو ونشر الاسلام على وجه الارض.

ومع ان لمعركة بدر آثاراً اقتصادية على الطرفين الا ان المعركة كانت، أساساً، دينية. فالدين هو اساس الصراع بين الطائفتين: المؤمنة بالدين الجديد، والمتمسكة بالاوثان. بينما كان المال والاقتصاد اثراً من آثار تلك الحروب ومقتضىً من مقتضياتها. 

ج _ معركة بدر: امتحان المسلمين

تعدّ الحرب جحيماً بالنسبة للمقاتلين في كل وقت، منذ بداية التأريخ ولحد اليوم. فهي صراع مسلح بين مجموعتين ذو تنظيم سياسي وعقائدي. فالحرب تقع نتيجة قرار سياسي مُتخذ من قبل قادة القوم _ الكبار في السن اغلب _ لزّج الشباب جنوداً في الحرب ووقوداً لها.

ولكن معارك الاسلام، وبضمنها بدر الكبرى، لم تكن كذلك. فقد قاتل رسول الله (صلى الله عليه واله) في بدر وهو في اواسط العقد الخامس من عمره الشريف جنباً الى جنب مع علي (عليه السلام) وهو في العقد الثاني، وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب وهو في السبعين من عمره. وهكذا كان بقية المسلمين المقاتلين بين شيخ كبير طاعن في السن وشاب يافع. قاتلوا جميعاً في حربٍ دينية إلزامية بعد أن اُذن لهم بقتال المشركين الظالمين.

لقد كانت معركة بدر امتحاناً حقيقياً لاختبار ايمان المسلمين بالاسلام وبالقدرة الغيبية على صنع النصر. فقد كانت اول حرب بين الاسلام والشرك، وكانت اول اختبار لقوة المسلمين في الصمود امام المشركين المتمرسين على الحرب والسلب. ولم يكن معروفاً بعد طموحات المشاركين في المعركة نحو الغنائم والمكاسب الحربية، او قدراتهم على الصمود ومواجهة العدو، او الفرار من المعركة. ولكن المعركة افرزت حقيقة مهمة جداً، وهي ان المعارك القادمة ستكون اكثر شراسة وضراوة وأشد بأساً لان البطل الذي قتل النصف ممن قُتل من المشركين في بدر سيكون شاخصاً تحت امرة رسول الله (صلى الله عليه واله) يدافع عن دينه مضحياً بكل غالٍ ونفيس في ساحات القتال.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.






قسم الشؤون الفكرية يصدر العدد الثامن والثلاثين من مجلة دراسات استشراقية
مجمع أبي الفضل العباس (عليه السلام) يستقبل الطلبة المشاركين في حفل التخرج المركزي
جامعة الكفيل تحيي ذكرى هدم مراقد أئمة البقيع (عليهم السلام)
الانتهاء من خياطة الأوشحة والأعلام الخاصة بالحفل المركزي لتخرج طلبة الجامعات