x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الشباب ومشكلة ترك الدراسة

المؤلف:  السيد مرتضى الحسيني الميلاني

المصدر:  الى الشباب من الجنسين

الجزء والصفحة:  ص 152 ــ 154

2024-05-04

181

إن التربية والتعليم والتأهيل العلمي والعملي هي قضايا أساسية في حياة الإنسان، ففاقد التربية الصالحة التي تعده فرداً صالحاً في بناء المجتمع وإنساناً مستقيماً في سلوكه الأخلاقي ووضعه النفسي، يتحول إلى مشكلة وخطر على نفسه ومجتمعه. كما أن الفرد الذي لا يملك القسط الكافي من التعليم والمعرفة التي يحتاجها في الحياة، هو جاهل يضر نفسه ومجتمعه، ولا يمكنه أن يساهم في بناء حياته ومجتمعه بالشكل المطلوب من الإنسان في هذا العصر. فالأبوان الجاهلان لا يعرفان كيف يربيان أبناءهما، والزوجة الجاهلة لا تعرف كيف تتعامل مع زوجها، والفلاح الجاهل لا يعرف كيف يستخدم طرق الزراعة الناجحة، وصاحب الثروة الجاهل لا يعرف كيف يوظف ثروته. وهكذا ينسحب أثر الجهل إلى كل حقل من حقول الحياة. وليس هذا فحسب، بل إن الجهل مصدر الشرور والتخلف، وسبب رئيس من أسباب الجريمة في المجتمع.

والمجتمع الجاهل أو المثقل بالجهل لا يمكنه أن يمارس عمليات التنمية والتطور، والخلاص من التخلف. والشاب الأمي، أو الذي لم يستوفِ القدر الكافي من المعرفة والثقافة، وكذلك الذي لا يملك التأهيل العملي، كالحرفة أو المهنة، لا يمكنه أن يؤدي دوره في المجتمع، أو يخدم نفسه أو أسرته بالشكل المطلوب. وتفيد الدراسات والإحصاءات أن الأمية والجهل، وقلة الوعي والثقافة، هي أسباب رئيسة لمشكلات الشباب والمراهقين.

وتأتي مشكلة ترك الدراسة في المرحلة الإبتدائية أو المتوسطة أو الثانوية أو الجامعية كإحدى المشكلات الكبرى التي عرضت ولازالت تعرض مستقبل الشباب للخطر. فهي تدفعهم إلى البطالة والتسكع، واقتراف الجرائم والممارسات السلوكية المنحرفة، ما لم يكن هناك إصلاح، أو توجيه أسري أو رعاية إجتماعية.

ولترك الدراسة أسبابها النفسية والعقلية والإجتماعية والإقتصادية وربما الصحية أحياناً، كما إن للتشرد الناتج عن الإضطهاد السياسي، وعدم الإستقرار الأمني دوره الكبير في ترك الدراسة من قبل البعض من الطلبة، وهو سوء تعامل الأدارة أو بعض المدرسين مع الطالب أو الطالبة.

إن الطالب الذي يعيش مشكلة نفسية، ربما كان سببها الأسرة وسوء تعامل الأبوين، أو المشكلات المستمرة بينهما، أو مشكلة الطلاق التي تؤدي إلى ضياع الأبناء أو اليتم، أو تقصير الآباء وعدم رعايتهم لأبنائهم، وإهمال حثهم وتشجعيهم، وعدم توفير الظروف اللازمة لمواصلة الدراسة. وفقدان الدافع نحو مواصلتها. كما أن إنصراف ذهن الطالب عن الدراسة وارتباطه بأصدقاء السوء، أو أصدقاء فاشلين يدفعونه نحو اللهو واللعب والعبث، أو الممارسات السيئة. إن كل تلك الأسباب تؤدي بالطالب إلى ترك الدراسة وقتل مستقبله.

ولعل من الأسباب المهمة لهذه المشكلة هو الفقر، فالعائلة الفقيرة لا تستطيع أن توفر النفقات اللازمة لدراسة الأبناء مما يضطر الطالب إلى ترك الدراسة في فترات مبكرة ليتجه إلى العمل وكسب لقمة العيش. ونحن عندما نذكر الأسباب المؤدية إلى ترك الطالب الدراسة. لا نشجع أحداً من شبابنا للإقدام على مثل هذه الخطوة غير المباركة. ونطلب التحلي بالصبر على تجاوز الصعوبات واجتياز المحن، خصوصاً إذا وضعنا مستقبلنا ومستقبل بلدنا ومجتمعنا نصب أعيننا والله المستعان.